المقـدمـة
.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. وبعد...
التنوع البيولوجى يعنى تنوع جميع الكائنات الحية، والتفاعل فى ما بينها، بدءا بالكائنات الدقيقة التى لا نراها الا بواسطة الميكروسكوب، وانتهاء بالأشجار الكبيرة والحيتان الضخمة. والتنوع البيولوجى موجود فى كل مكان، فى الصحارى والمحيطات والأنهار والبحيرات والغابات. ولا أحد يعرف عدد أنواع الكائنات الحية على الأرض. فقد تراوحت التقديرات لهذه الأنواع بين 5 و 80 مليون أو أكثر، ولكن الرقم الأكثر إحتمالا هو 10 مليون نوع. وبالرغم من التقدم العلمى الذى يشهده العالم لم يوصف من هذه الأنواع حتى الآن سوى 1.4 مليون نوع، من بينها 000, 750 حشرة و 000, 41 من الفقاريات و000, 250 من النباتات، والباقى من مجموعات اللافقاريات والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة.
وتعتبر المناطق الإستوائية من أغنى المناطق فى العالم بأنواع الأحياء المختلفة فحشرات المياه العذبة، على سبيل المثال، تتركز فى المناطق الإستوائية بنحو ثلاثة إلى ستة أضعاف أعدادها فى المناطق المعتدلة والقطبية. كذلك تعتبر المناطق الإستوائية من أغنى المناطق بالثدييات والنباتات المختلفة. ففى الفدان الواحد من الغابات الإستوائية، فى أمريكا اللاتينية، يوجد ما بين 40 و 100 نوع من الأشجار، فى مقابل 10-30 نوع فى الفدان فى غابات شمال شرق أمريكا. وفى مساحة لا تزيد عن 15 فدان من غابات بورنيو وجد 700 نوع من الأشجار، أى أكثر من عدد أنواع الأشجار الموجودة فى أمريكا الشمالية كلها. وتشبه الأنماط العالمية لتنوع الأنواع فى البيئة البحرية تلك الموجودة على اليابسة، فتزداد أنواع بعض الحيوانات البحرية من 103 نوع فى المنطقتين القطبيتين إلى 629 نوع فى المناطق الإستوائية. بيد أن النظم البيئية للغابات الإستوائية ليست وحدها هى النظم الغنية بالتنوع البيولوجى فأقاليم البحر الأبيض المتوسط بها أيضا مجموعات غنية من النباتات. وتعتبر أراضى المستنقعات من بين النظم البيئية عالية الإنتاجية للتنوع البيولوجى. ومع ذلك فكثيرا ما ينظر إليها على أنها مناطق سيئة تأوى الحشرات وتشكل تهديدا للصحة العامة. والحقيقة هى أن أراضى المستنقعات تعمل على تنظيم الدورة المائية فى مناطق عديدة وتشكل بيئة مناسبة لتكاثر أنواع عديدة من الحياة النباتية والحيوانية..
أهمية التنوع البيولوجي
أولاً: القيمة الاقتصادية- الإجتماعية
يوفر التنوع البيولوجى الأساس للحياة على الأرض . اذ تساهم الأنواع البرية والجينات داخلها مساهمات كبيرة فى تطور الزراعة والطب والصناعة. وتشكل أنواع كثيرة الأساس لرفاهية المجتمع فى المناطق الريفية . فعلى سبيل المثال يوفر الحطب وروث الحيوانات ما يزيد على 90% من إحتياجات الطاقة فى مناطق كثيرة فى دول آسيوية وأفريقية، وفى بوتسوانا يوفر ما يزيد عن 50 نوعا من الحيوانات البرية البروتين الحيوانى الذى يشكل 40% من الغذاء فى بعض المناطق. وبالرغم من أن الإنسان إستعمل أكثر من 7000 نوع من النباتات للطعام إلا أن 20 نوعا فقط تشكل 90% من الغذاء المنتج فى العالم وتشكل ثلاثة أنواع فقط - القمح والذرة الشامى والأرز - أكثر من 50% منه . وبالرغم من أنه من العسير تحديد القيمة الإقتصادية للتنوع البيولوجى إلا أن الأمثلة التالية فيها التوضيح الكافى لهذه القيمة : .
1. يشكل حصاد الأنواع البرية من النباتات والحيوانات حوالى 4.5% من الناتج القومى الإجمالى فى الولايات المتحدة الأمريكية
2. أدت التحسينات الجينية فى آسيا إلى زيادة إنتاج القمح والأرز بدرجة كبيرة
3. تم الإفادة من جين واحد من الشعير الإثيوبى فى حماية محصول الشعير فى كاليفورنيا من فيروس القزم الأصفر، وحقق هذا عائدا يزيد عن 160 مليون دولار سنويا للمزارعين
4. تبلغ قيمة الأدوية المستخلصة من النباتات البرية فى العالم حوالى 40 مليار دولار سنويا
5. تم إستخلاص مادة فعالة من نبات الونكه الوردية فى مدغشقر، كان لها أثر كبير فى علاج حالات اللوكيميا ( سرطان الدم ) لدى الأطفال، مما رفع نسبة الشفاء من 20% إلى 80% .
ثانياً: الإبقاء على الموارد البيئي
يعد كل نوع من الكائنات الحية ثروة وراثية، بما يحتويه من مكونات وراثية. ويساعد الحفاظ على التنوع البيولوجى فى الإبقاء على هذه الثروات والموارد البيئية من محاصيل وسلالات للماشية ومنتجات أخرى كثيرة. ولاشك أن السبل مفتوحة أمام العلماء لاستنباط أنواع جدبدة من الأصناف الموجودة ، خاصة الأصناف البرية، باستخلاص بعض من صفاتها ونقله إلى السلالات التى يزرعها المزارعون او يربيها الرعاة. ولكن تطور التقنيات العلمية وخاصة فى مجال الهندسة الوراثية، يفتح المجال أمام نقل الصفات الوراثية ليس بين الأنواع المختلفة فحسب، بل بين الفصائل المتباعدة. ومن ثم اتيح فى كل نوع من النبات والحيوان مكونات وراثية يمكن نقلها إلى ما نستزرعه من محاصيل أو ما نربيه من حيوان. وهكذا نرى أن المزارعون يستثمرون فى تحسين المحاصيل والخضر والفاكهة وراثياً، ليجعلوها أكثر مقاومة للعديد من الآفات. كذلك يتطلع العلماء إلى نقل الصفات الوراثية التى تجعل لبعض الأنواع النباتية القدرة على النمو فى الأراضى المالحة والماء المالح، إلى أنواع نباتية تنتج الحبوب والبقول أو غيرها من المحاصيل . هكذا نجد أن التطور العلمى يجعل كل من الكائنات الحية مصدراً لموارد وراثية ذات نفع.
ثالثاً: السياحة البيئية
يعتبر نمو السياحة البيئية أحد الأمثلة للاتجاه الحالى لتنويع انماط السياحة ، فالطبيعة الغنية بالنظم البيئية الفريدة والنادرة بدأت تأخذ قيمة اقتصادية حقيقية. فعلى سبيل المثال تدر المناطق الساحلية بما فيها من شعاب مرجانية فى غربى آسيا ومنطقة جزر الكاريبى مئات الملايين من الدولارت سنويا من الدخل السياحى، وفى جمهورية مصر العربية تدر مناطق سياحية مثل رأس محمد بسيناء أكثر من ثلاثة ملايين جنيه سنوياً من الغطس لمشاهدة الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر وخليج العقبة. كذلك نمت سياحة الحدائق الطبيعية، بما فيها من تنوع حيوانى برى واسع، فى افريقيا ومناطق أخرى بدرحة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية. فعلى سبيل المثال يقدر أن كل أسد فى حديقة قومية أفريقية يجذب من الزوار سنوياً بما قيمته 27000 دولار أمريكي، وكل قطيع من الفيلة له قيمة مالية سنوية تقدر بحوالي 610000 دولار أمريكي. وبجانب هذه الأنماط السياحية هناك سياحة الجبال وسياحة الصحارى التى تعتمد بشكل أساسى على تنوع الموائل البيئية الطبيعية.
رابعاً: القيمة الروحية
لكل نوع من الكائنات الحية حق البقاء، لأنه شريك فى هذا التراث الطبيعي الذى يسمى المحيط الحيوى. وتنشأ القيم الروحية والأخلاقية للتنوع البيولوجى من المشاعر الدينية، حيث تعطى بعض الأديان قيمة للكائنات الحية بحيث تستحق ولو درجة بسيطة من الحماية من بطش الإنسان وتدميره. وقصة سيدنا نوح وفلكه الذى أمره الله تعالى أن يحمل فيه من كل زوجين تؤكد حق الكائنات جميعاً فى البقاء. وللكثير من الأنواع الحية قيمة جمالية تضيف إلى الإطار البيئى من صفات البهاء ما يدخل البهجة على نفس الإنسان. ولذلك فإن فقد هذه الكائنات من البيئة الطبيعية خلل ثقافي. ولعلنا نذكر فى هذا الصدد أن نبات البردي وطائر الأيبس المقدس قد اندثر من البيئة المصرية، وهذه خسارة ثقافية بالغة.
تناقص التنوع البيولوجى فى العالم
خضعت أنواع النباتات والحيوانات لعمليات تطور مختلفة على مر العصور الجيولوجية . فهناك بعض الأنواع إنقرضت تماما وحلت محلها أنواع أخرى . ويعتبر العصر الطباشيرى ( منذ 65 مليون سنة ) أحد العصور الجيولوجية التى حدث فيها إنقراض هائل لأنواع كثيرة من النباتات والحيوانات، ولعل أشهرها هو إنقراض الديناصورات. وفى التاريخ الحديث أوضحت الدراسات أن التنوع البيولوجى يتناقص بمعدلات سريعة نتيجة للنشاطات البشرية المختلفة. وبالرغم من أنه لا يمكن وضع تقدير دقيق لأنواع الحيوانات والنباتات التى إنقرضت، إلا أن البيانات تشير إلى أنه منذ عام 1600 إنقرض 724 نوعا. وفى الوقت الحالى يوجد 3956 نوعا مهددا بالخطر و3647 نوعا معرضا للخطر و7240 نوعا نادرا . وقد ذكرت بعض التقارير أن 25% من التنوع البيولوجى معرضة لخطر الإنقراض خلال الـ20-30 سنة القادمة .
قصص النجاح في التنوع البيولوجي
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-**-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
قرار الوزارة حلول التنوع البيولوجي
فتحت وزارة البيئة اليوم الاثنين مفرزة للسياحة البيئية في محمية ضانا، وتعتبر هذه المفرزة الأولى داخل حدود المحميات الطبيعية وتتبع للإدارة الملكية لحماية البيئة بمديرية الأمن العام، وذلك لتعزيز حماية التنوع الحيوي وتنفيذ قوانين حماية الأحياء البرية في المحمية..
وأكد وزير البيئة المهندس حازم ملحس خلال افتتاحه المفرزة بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عبد الإله الخطيب ومساعد مدير الأمن العام للبحث الجنائي العميد إبراهيم الشوبكي ومدير مديرية امن إقليم الجنوب العميد حمدان السرحان ومدير شرطة الطفيلة العقيد فتحي الفاعوري ومدير الإدارة الملكية لحماية البيئة العقيد عدوان العدوان إن إقامة هذه المفرزة دليل على مستويات التعاون والتنسيق المميزة بين الجهات المعنية بالبيئة ما يساهم في الحفاظ على المنجزات التي تحققت في مجال حماية البيئة..
وقال إن قصص النجاح التي تحققت في مجال حماية البيئة في الأردن أصبحت أنموذجا يحتذى بين الدول العربية، مشيرا إلى دعم جلالته الموصول للجمعية الملكية لحماية الطبيعة ولكافة الجهات المعنية بالبيئة ما حقق انجازات نفخر بها..
وأشاد بالجهود التي تبذلها الإدارة الملكية لحماية البيئة إلى جانب دور الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في حماية المنظومة الطبيعية لمحمية ضانا وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة..
من جهته أكد مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يحي خالد أهمية مفرزة الشرطة البيئية في محمية ضانا للمساهمة في الحفاظ على التنوع الحيوي والإشراف على تنفيذ قوانين حماية الحياة البرية في المحمية..
وبين انه سيتم تسيير دوريات مشتركة بالتعاون مع الجمعية الملكية للحفاظ على التنوع الحيوي وحمايته من الصيد والتحطيب الجائر والحفاظ على البيئة بطبيعتها الأصلية..
وأشار محافظ الطفيلة سليم الرواحنة إلى الجهود التي تبذلها كافة الجهات المعنية بحماية البيئة للحفاظ على مقدرات الوطن..
وأكد العقيد العدوان إن افتتاح هذه المحطة جاء تنفيذا لخطط واستراتيجيات مديرية الأمن العام الرامية للحفاظ على الأمن والبيئة، مؤكدا مواصلة الإدارة لخططها التي ستنفذ على ارض الواقع..
وتفقد ملحس المشروعات الإنتاجية في المحمية ومركز الزوار ودكان المنتجات الطبيعية واطلع على مركز الدراسات، حيث قدم مدير المحمية المهندس عامر الرفوع عرضا حول مرافق المحمية والخدمات المقدمة للمجتمع المحلي..
وتعد محمية ضانا ضمن سبع محميات في المملكة تمتاز باحتوائها على أربعة أقاليم جغرافية وتحتضن أكثر من 800 نوع نباتي، على مساحة تتجاوز 300 كيلومتر مربع كما تعتبر موئلا لما تبقى من غابات السرو الطبيعية المعمرة..
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-**-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-**-*-*-*-*-*-*-*-*-
ابداع الاردن في حماية التنوع البيولوجي
والمؤسسات الحكومية
أبدع الأردن في حماية الطبيعة في العقود الماضية. عملت الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المهتمة بالبيئة في تناسق معتمدة على موارد البلاد المحلية لتحقيق تقدم في حماية الأرض والحياة البرية والنباتات. وتبعته دول عربية أخرى حيث بذلت جهودًا لوضع برامج حماية إجبارية وقانونية وإعادة تأهيل الحياة البرية المهددة مثل حيوان المها العربي. بالرغم من ذلك، وضع عدد قليل من هذه الدول برامج واسعة النطاق و مدارة بدقة مثل الأردن.
حتى عام 2007 كانت محمية حيوان المها العربي في سلطنة عمان على قائمة اليونسكو للتراث العالمي لكن تم إغلاقها عندما استغلت الحكومة العمانية 90 بالمائة من الموقع للتنقيب عن النفط. هذا مثال واحد على تعرض الطبيعة للتخريب على يد الانسان. في الحقيقة، تعد حماية الطبيعة أولوية دنيا على أجندة الحكومات ونتيحة لذلك ضعفت الأنظمة البيئية الهشة أصلاً. عام 1996 عندما كانت المحمية العمانية ممتدة على كامل مساحتها وكانت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وصل عدد حيوان المها فيها لـ450، لكن ما لبث أن انخفض العدد لـ60 من ضمنها أربعة أزواج من أنثى المها فقط. نتيحة لذلك، قد يتم إغلاق المحمية في المستقبل. تؤكد اليونسكو أن الصيد الجائر والاعتداء على المكان هي الأسباب الرئيسة للانخفاض الحاد في أعداد المها العربي.
تركز الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن على حماية الطبيعة والبحث والتوعية البيئية. للجمعية تاريخ عريق يعود لتأسيسها عام 1966، وتدير مناطق محمية وبرامج لتربية وتكثير أنواع مهددة بالانقراض مثل المها العربي والغزال والوعل. ومثل غيرها من المنظمات في العالم حولت الجمعية تركيزها من حماية أنواع معينة من الحيوانات إلى المحافظة على المَواطِن، الأمر الذي يعزز التنوع البيولوجي الشامل. وتسعى أيضا إلى دمج حاجات المجتمعات المحلية ضمن جهودها، حيث أنها ملتزمة بتنمية المجتمع ومحاربة الفق
ومن ضمن المشاريع التي تطورها حاليًا الإدارة السليمة لمصادر المياه في محمية الموجب الطبيعية بدعم من الوكالة الكندية للتنمية الدولية، ومشروع المحافظة على النباتات والأعشاب الطبية بدعم من البنك الدولي، وتنمية السياحة البيئية بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يو إس آيد USAID ومشروع تطوير المحافظة على الغابات في محمية عجلون الطبيعية الممول من الاتحاد الاوروبي، وبرنامج إدارة النظام البيئي الشامل في وادي الأردن بدعم من البنك الدولي. وامتد نشاط الجمعية إلى الدول المجاورة، حيث تدير برامج تدريب على إدارة البيئة والمحافظة عليها في سبع دول شرق أوسطية وتشمل إدارة المياه وتخطيط استعمال الأراضي وتعزيز القانون وبناء القدرات المؤسسية.
وتتضمن المناطق ذات الأهمية البيئية في الأردن والتي تخضع للحماية بصفتها محميات طبيعية على سبيل المثال محمية عجلون الطبيعية في الشمال التي تضم غابات البلوط والصنوبر والفستق الحلبي والخروب والتوت البري وبرنامج تربية الغزلان المتوطنة في تلك المنطقة الذي بدأ عام 1988 وساعد في الحفاظ على أعدادها.
وتدير الجمعية سبع محميات هي: ضانا ووادي الموجب والأزرق والشومري ودبين وعجلون ووادي رم، وتصل مساحتها 1.200 كيلومتر مربع. وتدرس الجمعية إنشاء أربع محميات أخرى في السنوات الستة القادمة.
وإدراكًا منها أن المحافظة على البيئة على المدى الطويل تعتمد على إقناع الناس بأهمية احترام البيئة وتحميل الحكومة المسؤولية ذاتها لدى وضع سياساتها، تعمل الجمعية على نشر التوعية البيئية حول أهمية المحافظة على البيئة. وطورت ايضًا منهاجًا لطلاب المدارس في الأردن يتضمن مواضيع بيئية تمت إضافتها الى مواد كالجغرافيا والعلوم لمساعدة الطلبة على تقدير قيمة المحافظة على البيئة.
أحد الجوانب الفريدة للجمعية هو الجمع بين البراغماتية والمبدأ، فهي لا تقدم البيئة على رفاهية الإنسان، لكنها تحاول في الجمع بين الإثنين. برية الأردن هو المشروع الاقتصادي الذي تطوره الجمعية والذي يدرج برامج اقتصادية - اجتماعية في المحميات الطبيعية للمساهمة في زيادة دخل المجتمعات المحلية وتشجيع تنمية مهاراتها لإنتاج سلع استهلاكية ومساعدتها على الاستفادة من البيئة بينما تعمل في الوقت نفسه على المحافظة عليها وضمان استدامتها. وتشمل المشاريع التي طورتها برية الأردن مجوهرات ومربيات عضوية وجلودًا من الفواكه وزيت زيتون ومنتجات من جلد الماعز.
تقول الجمعية "كل هذه المبادرات مرتبطة بمفهوم ترويجي قوي يستخدم "عنوان المحمية" وفلسفة المحافظة "كنقاط أساسية للبيع". أحد اكثر هذه المشاريع نجاحًا يركز على السياحة والضيافة وتم إطلاقه أول مرة في محمية ضانا قرب البتراء.
من خلال عملها مع المجتمعات البدوية طورت الجمعية مخيمًا ودارًا للضيافة ونزلاً بيئيًا وأطلقت نشاطات أخرى تدر دخلاً مثل الحرف اليدوية التي تباع للسياح. وحول ذلك تؤكد "تستمر مثل هذه المشاريع في جعل المحافظة على البيئة مهمة لحياة سكان ضانا وتجذب جمهورًا من الداعمين للمحمية، التي كانت في الماضي مصدرًا للنزاع مع سكان المنطقة. أصبحت ضانا اليوم جزءًا هامًا من "الخريطة السياحية للأردن"، حيث تجذب ما يزيد على 30.000 زائر سنويًا وفازت بأربع جوائز عالمية للتنمية المستدامة."
وبسبب النجاح الذي حققه المشروع فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة وتنمية المجتمع بدأت برية الأردن بإنشاء نزل سياحية وتطوير برامج حرف يدوية في المحميات المنتشرة في المملكة. وفتحت ايضًا مركزًا في عمان للوصول للسياح الذين يزورون المدينة ويرغبون بمعرفة المزيد حول بيئة الأردن وشراء المنتجات الحرفية.
وتعترف الجمعية "أن تحقيق التوازن بين المصالح البيئية ومصالح السكان المحليين ليس سهلاً. بعد سنوات من الخبرة، طورت الجمعية الملكية لحماية البيئة وبرية الأردن نهجًا مدروسًا لحل الصراعات المحتملة، لكن من الواضح أنه لا توجد صيغة سحرية لحل أية قضية. نحاول دومًا تطبيق الدروس التي تعلمناها من تجاربنا وتحسين قدرتنا على جعل الطبيعة والناس في المقام الأول."
وكشخص سنحت له فرصة الاستمتاع بالجمال الأخاذ لوادي رم بتشكيلاته الصخرية الكبيرة وخرير جداوله ورحابة آفاقه أؤكد أن الطريقة المتوازنة والمتدرجة والمتوافقة مع الثقافة التي انتهجتها الجمعية لحماية الطبيعة جعلت من الأردن نموذجًا على الدول العربية أن تحتذي به. وراء الأرقام التي تثبت التنوع الحيوي لأية محمية وخطط الإدارة المفصلة والاجتماعات المستمرة بين المشرفين والمجتمعات المحلية، خير وتواضع نلمسه في كل محمية وكل شخص يعمل فيها.
لا يضجر المرء من تأمل جمال الطبيعة في تلك المناطق، ففي الأراضي الرطبة في الأزرق يأخذ العقل منظر جناح طير يشرع بالطيران وفي وادي رم تتجلى حمرة الشمس وهي تختفي خلف كثبان الرمل أو تلألؤ النجوم في السماء ليلاً وفي وادي الموجب وزرقة الجداول والشلالات وفي محمية عجلون الطبيعية وخضرة الصنوبر والبلوط والحمرة الرائعة للتوت البري
الــخاتــمة
وختاماً فإن خلاصة القول نؤكد أن دراسة موضوع هام جداً كموضوع التلوث البيئي ، ومدى المسؤولية الدولية فيه ، هو موضوع متجدد ودقيق ، واعترف أن البحث فيه ليس بالأمر السهل ، وذلك بسبب التطور المتلاحق في دراسات حماية البيئة، واختلاف الاتجاهات الفقهية المهتمة بالمشاكل الدولية للبيئة ،
وهذا يدعوني الى توجيه ندائي للمتخصصين في القانون الدولي ومنظمات حماية البيئة لإشباع جانب المسؤولية القانونية الدولية،دراسة وتمحيصاً وكذلك عنصري الضرر والتعويض في هذا المجال ،
إضافة إلى مسؤولية الدولة عن الأفعال التي تأتيها مسببة التلوث الذي يهدد البشرية جمعاء، وأن يحددوا المعيار الذي بموجبه يتم قياس درجة جسامة تلك الأفعال، وتوضيح جميع هذه المفاهيم وتأصيلها للباحثين بحيث لا يجدون فيها لبساً ولا غموض.وبالرغم من أن موضوع البحث يختص بالجانب الدولي ويتجه للدول والمنظمات الدولية،بحكم حجم الكارثة ،إلا أنني لا أغفل دور جميع البشر ،
كلاً من خلال موقعه،وذلك في التأثير سلباً أو إيجابا على البيئة ، فالجميع مدعوون لتحمل مسؤولية الحفاظ على البيئة ، وفي حالة تقاعسنا وقصرنا في أداء هذا الواجب ، فإننا نصبح حينها متآمرين في جريمة تخريب هذا الكوكب،وعقوبة هذه الجريمة عامة،وهو الضرر الذي سيقع علينا جميعاً وهو لا يعرف الحدود بل يجتازها دون رقيب ولا حسيب ولا جواز سفر،وسينتشر التلوث وآثاره حينها في كل مكان بحيث يصعب القول بوجود مناطق أمنه منه.
رغم هذا كله، فإن الأوان لم يفت بعد ! لكن لابد من وجود التضامن والتعاون الدولي
،ويكون لزاماً على المنظمات الدولية تنسيق الجهود فيما بينها ، وعلى الدول سن القوانين والتشريعات البيئية الصارمة وملء الفراغ القانوني في مجال حماية البيئة،وعلى وسائل الإعلام تجيش جهودها الجبارة في سبيل التوعية البيئية ،
فالهدف هو أن يحيا الإنسان حياة مستقرة وآمنة خالية من المخاطر والأمراض وبعيدة عن كل مظاهر الخوف والقلق، ففي نهاية المطاف يمكن استخلاص عدة توصيات من خلال البحث المقدم ، لعل فيها الفائدة لمن أراد معالجة مثل هذه الموضوعات من شتى جوانبه ، مثل:*الحل (1):الاتفاقيات الدولية*الحل (2):وسائل الاعلام:*الحل (3):تبادل المعلومات:*الحل (4):تدخل القانون*الحل (5):انزال العقوبات:
لنحقق بعدها آمالنا المنشودة.